فصل: فصل في السعفة والشيربنج والبلحية والبطم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.المقالة الثالثة: ما يعرض للجلد لا في لونه:

.فصل في السعفة والشيربنج والبلحية والبطم:

السعفة من جملة البثور القرحية وقد جرت العادة في أكثر الكتب أنها تذكر في أبواب الزينة.
والسعفة تبتدىء بثوراً مستحكمة خفيفة متفرقة في عدة مواضع ثم تتقرح قروحاً خشكريشية وتكون إلى حمرة وربما سيلت صديداً وتسمى شيربنجا وسعفة رطبة ربما ابتدأت قوبائية يابسة وكثيراً ما تثور في الشتاء وتزول بسرعة.
وسبب السعفة رطوبة رديئة حادة أكالة تخالط الدم وأخلاط غليظة أيضاً رديئة فيحتبس الغليظ ورماً وينش الرقيق وسبب اليابس منها خلط سوداوي كئير تخالطه رطوبة حريفة فيندفع إلى الجلد فيفسد ويتأكل.
وأما البلحية فهي من جنس السعفة الرديئة وأما البطم فقروح سوداوية تظهر في الساق من ماق الدوالي بعينها ويقرب علاجها من علاجها.
فصل في العلاج:
علاجها قريب من علاج القوباء وسنذكره لكنا نقول الآن أنه ينفع من السعفة اليابسة استفراغ الخلط الصفراوي والسوداوي والبلغم المالح بمثل طبيخ الهليلج بالأفتيمون يجعل فيه.
الصبر والسقمونيا ويستعمل بعدها ما ينقي الباقي مع ترطيب مثل ماء الجبن بالشاهترّج الرطب يؤخذ من الجملة رطل واحد ويخلط به من الهليلج الأسود والأصفر من كل واحد ثلاثة دراهم ومن الأفتيمون وزن درهمين ومن الملح النفطي دانقان ثم بعد ذلك يقتصر على ماء الجبن والأفتيمون كل يوم وزن ثلاثين درهماً من ماء الجبن ودرهم ونصف من الأفتيمون إن احتملت الطبيعة ولم يفرط أو على ما يحتمل.
ويجتنب مل ما له حلاوة مفرطة خصوصاً التمر أو مرارة أو حرافة أو ملوحة ويقتصر على التفه المولد للخلط السالم الذي لا لذع فيه ويرطب البدن رطوبة معتدلة بالحمام وغيره.
ويفصد العروق من اليدين إن كانت الحاجة إليه ماسة أو من العرق الذي يسقى ذلك العضو مثل عرق الجبهة في السعفة الكائنة على الرأس والعرق الذي في جلد الرأس والعرق الذي خلف الأذنين وهي تكون في أكثر الأمر على الرأس والحجامة أيضاً لما كان في الرأس وإن كان في الأعضاء السافلة فُصِد الصافن فإذا فعلت ذلك حككت السعفة حكا قوياً حتى تدمى ويجتهد في أن يسيل منها دم كثير ثم تعالج بالأدوية الموضعية وخصوصاً إذا دلك بعد الإدماء بالملح والخلّ.
وقد ينفع اليابس منها الحمام المتواتر من غير إطالة جلوس وإكباب العضو على بخار الماء الحار أو الفاتر في اليوم مراراً والأدهان والشحوم والتدبير المرطب بالغذاء والتدهين والسعوطات ويحتاج في الاستفراغ لها إلى أدوية تجذب السوداء جذباً قوياً وتسهلها ويستعمل بعدها ماء الجبن على ما قيل ولا بأس بإرسال العلق بالقرب ثم لا بدّ من الحك والإدماء ثم تستعمل الأدوية الموضعية.
وقد زعم قوم أن فصد السعفة من العرق القريب منها كعرق خلف الأذنين لسعفة الرأس علاج لها يطلى به ثم تغسل بماء السلق والزاج.
فصل في الأدوية الموضعية للسعفة الرطبة:
أما الأدوية التي للمبتدأ منها وللتي على الأبدان الرطبة وأبدان الأطفال فمثل الحِناء ومثل الوَسْمَة مع العفص المحرق بدهن الألية فإنه مجرّب غاية ومثل الأدوية المتخذة من القوابض المجففة كقشور الرمان بخلّ خمر ودهن ورد وربما جعل فيها المرداسنج وربما احتيج إلى استعمال ما فيه جلاء أيضاً مثل الزراوند وكثيراً ما أبرأ المتوسط منها الدلك بالخل والملح والأشنان الأخضر فيجف ويسقط ومن أدويته التي في هذه المرتبة التوتيا والقليميا والقيموليا والقرطاس المحرق بالخل وصمغ الصنوبر بالجلنار وخل ودهن ورد أو يؤخذ مرتك وخبث الفضة ولوز مر محرق وعروق الصباغين من كل واحد درهم بخل ودهن ورد وكذلك أصول السوسن الاسم انجوني وعود البلسان والكور المحلول وحب البان المسحوق وأيضاً العدس والمغرة بخل وأيضاً لوز مرّ وعفص أخضر مسحوقان يتخذ منهما طلاء بالخل بعد أن يقوم بالتشميس.
قالوا وأيضاً يؤخذ السرطان الحي ويدق مع المرزنجوش ويعتصر ويسمط به وبرطوبة السرطان وحده.
وأما المرمن والذي على الأبدان الصلبة فيحتاج فيه إلى مثل القُلْقُطار والقَلَقَندر والسُوْرِي وزاج الحبر والملح والكبريت وتراب الزئبق وعروق الصباغين ودواء القراطيس بتوبال النحاس ودخان التنور والملح من القوابض المحللة وأيضاً مثل المرداسنج والاسفيذاج.
وأما الحرف اليابس فهو من المجففات القوية وذرق الحمام من المحلَلات الشديدة الجلاء والتجفيف وكذلك خِرءُ الضب وخرء الزرازير وخصوصاً الآكلة للأرز.
ومرهم العروق مما ينفع كل سعفة والمرهم الأحمر المتخذ من العروق الصفر والحِناء والزراوند وقشور صفة دواء جيد: يؤخذ قيموليا كبريت أخضر رماد القرع شحم الحنظل أجزاء سواء بخل أو كزبرة يابسة محرقة وخزف التنور وحِناء بخلّ ولح! ن ورد وأيضاً يؤخذ رماد حطب الكرم وزراوند مدحرج وجلنار وعفص وراتينج بخل ودهن.
صفة دواء جيد جداً: تغسل السعفة بطبيخ الدفلى ثم تطلى بتوبال النحاس ومر وزن درهمين وتراب الكندر وشبّ يماني من كل واحد وزن أربعة دراهم زراوند وقلقطار ورماد الكرم وصبر من كل واحد وزن درهم بخلّ ودهن ورد.
فصل في الأدوية الموضعية للسعفة اليابسة:
فالمزمن القوي منها يحتاج إلى دواء حاد يأكلها إلى أن يبلغ اللحم الصحيح ثم يعالج بمرهم القروح مثل مرهم العروق بالمرداسنج والخل والزيت وما دون ذلك فيعالج بما يعالج به المزمن من الأول المذكور.
وينفع منه ترطيب البدن بالأغذية والنشوقات والحقن وغير ذلك. صفة دواء جيد: للسعفة الرطبة واليابسة: يؤخذ دهن لوز مرّ دهن الخردل من كل واحد نصف سكرجة خل سكرّجة شياف ماميثا وعفص من كل واحد ثلاثة مثاقيل فيلزهرج مثقال عروق صفر بورق من كل واحد نصف مثقال تسحق الأدوية وتخلط بالدهنين والخل خلطاً شديداً بالسحق ثم تستعمل على كل سعفة وجَرَب وقَمل وقوبا وتمرّط وداء ثعلب وحزاز.
والبلحية من جنس السعفة الرديئة وربما كان سببها لسعاً مثل البعرض الخبيث وعلاجها مثل ذلك العلاج.
دواء لنا قوي مجرّب نافع جداً: يؤخذ من الزراوند والزنجار والأشق والمقل والخردل والزاج أجزاء سواء تجمع بدهن الحنطة ومثله خلاً وقليل عسل ويستعمل.
فصل في القوباء:
القوباء ليست بعيدة عن السعفة وإنما تخالفها بشيء خفي وخصوصاً السعفة اليابسة ويشبه أن تكون السعفة اليابسة قوباء أخبث وأردأ وآكل وأبعد غوراً وسبب القوباء قريب من سبب السعفة فإنه مائية حريفة حادة تخالط أيضاً مادة غليظة سوداوية أغلظ من مادة الجرب.
وأسرع القوباء برأ ما كان رقيقه أغلب ومن القوباء الرطب دموي يظهر عند حكه نداوة وهو أسلم ومنه يابس أكثره يكون عن بلغم مالح استحال بالإحتراق سوداء ومن القوباء متقشر لشدة اليبوسة وكثرة الغور وهو كالبرص الأسود وكالخشكريشة ومنها غير متقشر ومن القوباء ساعٍ خبيث ومنها واقف ومن القوباء حديث ومنها مرمن رديء هو مرض حريفي.

.فصل في علاج القوباء:

تحتاج القوباء في أصل العلاج إلى أدوية تجمع تحليلاً وتقطيعاً وإذابة وتلطيفاً مع تسكين وترطيب.
والأول منهما بحسب المادة الغليظة والثاني بحسب المادة الحادة الرقيقة وبحسب غلبة أحد الأمرين تحتاج إلى تغليب أحد التدبيرين وإرسال العلق من أجود أدويتها وتحتاج في أمر التنقية واتباعها ماء الجبن على نحو ما توجب المشاهدة والتغذية والترطيب والتدبير المرطب إلى ما تحتاج إليه السعفة وكذلك الحمام من أجل المعالجات لها وربما احتيج إلى مفارقة الهواء اليابس قال قوم: ومما ينفع من حدوث القوابي ويبرىء من الحادث منها أن يسقى من اللك المغسول غسل الصبر درهماً بثلاث أواقي مطبوخ ريحاني فإذا انتشرت القوباء وكثرت فعلاجها علاج الجذام.
فصل في المعالجات الموضعية:
أما للحديث والمتوسِّط منها فمن الأدوية المفردة: حمّاض الأترج وللقوي أيضاً والصمغ الأعرابي بالخل وصمغ اللوز وصمغ الإجّاص بالخلّ وعسل اللبني بالخلّ والخردل بالخل غاية.
والماء الكبريتي والماء المالح وزبد البحر وغرّاء الجلود وريق الإنسان الصائم وطلاوة أسنانه وبزر البطيخ وأصل الخُنْثَى وهو الأشراس ودهن اللوز المر جيد وورق الكِبَر بالخلّ والسنجسبوه ينفع من كل قوباء بالخاصية والأقاقيا والمُغاث ودهن الحنطة يصلح لما يعرض لكل بدن وللضعيف والقوي والعروق الصفر وللمبتدىء أن يدام صب الماء الحار عليه ثم يدلك بدهن البنفسج بفعل ذلك على الدوام وماء الشعير طلاء ربما ذهب به وخصوصاً مع الجوز مازج وينفع من السعفة الرطبة أيضاً ولعاب بزرقطونا وعصارة الرطب منه وماء البقلة الحمقاء وصمغ الإجّاص نافع لقوباء الصبيان.
دواء جيد: يؤخذ صمغ اللوز وغراء الجلود والميعة أجزاء سواء ويجمع بالخل ويطلى أو يؤخذ غراء النجارين وكُندر وكبريت وخل يسحق ويستعمل.
وأما المرمن الرديء منه فيحتاج إلى أدوية أقوى مثل عصارة حمّاض الأترج مقومة بالطبخ ومثل دهن الحمّص ودهن الأرز ودهن الحنطة خاصة ودهن اللوز المر والكبريت وبعر المعز محرقاً وزبد البحر والقطران والزفت عجيبان وكذلك إدامة طلائه بالنفط الأبيض وخرء الحيوانات المذكورة في باب السعفة والفنجنكشت والكبر والأشق والخِرْبَق وحب البان والثافسيا خاصة لا سيما إذا اتخذ منه قيروطي بدهن الخردل والسنجسبوه والأشق بالخل والقردمانا والكُنْدس ورماد الحمام والكندس والخردل والحرف وبزر الجرجير وعسل البلاذر غاية.
ومن المركبات يؤخذ القردمانا ويسحق ويجمع بدهن الحنطة ورماد الثوم مع عسل والكبريت بصمغ البطم وتجبر حب البان بالخل قوي جداً وللمقشر أيضاً أو يؤخذ الكندر والزاج والكبريت والصبر من كل واحد درهم ومن الصمغ درهمان يطلى بالخل يؤخذ بورق أرمني نصف مثقال دهن الحنطة ثلاثة دراهم حماض الأترج قفر اليهود درهمين درهمين بزر الجرجير درهمين شونيز درهم ونصف خربق أسود درهم ونصف زاج محرق درهم ونصف يتخذ منه طلاء أو يؤخذ سنجسبوه فيطلى به بالخلّ أو يؤخذ زاج ومر وكُنْدُر وشب وكبريت وصبر يعجن بالطلاء ويطلى.
دواء جيد: يؤخذ حب البان عشرة كبريت أصفر أربعة سنجسبويه جزء ينعم دقه ويطلى بخل خمر ودهن ورد أو يؤخذ كبريت أصفر ودقاق الكندر وأشقّ يداف بخل أو يؤخذ خرء الكلب وأشنان القصارين وكبريت أبيض وسذاب ودخان التنور وقشور الرمان ورماد الحمام والزرنيخان والكبريت الأصفر بالسوية يداف بالخل والزيت ويطلى.

.فصل في البثور اللبنية:

إنه قد تنبثر على الأنف والوجه بثور بيض كأنها نقط لبن بسبب مادة صديدية تندفع إلى السطح من بخار البدن.
وعلاجه: كل ما فيه تجفيف وتحليل مثل الخِرْبَق الأبيض بنصفه إيرسا يتخذ منه لطوخ وبزر الكتان مع البورق والتين والشونيز مع الخل.

.فصل في الجرب والحكة:

المادة التي عنها يتولد الجرب إما مادة دموية تخالط صفراء تكاد أن تستحيل سوداء أو استحال شطر منها سوداء وإما مادة تخالط بلغماً مالحاً بورقياً فالأول جرب يابس ومادته يابسة إلى الغلظ والآخر جرب رطب ومادته رطبة إلى الرقة وأكثر ما يتولد يتولد عن تناول الملوحات والحرآفات والمرارات والتوابل الحارة ونحوها وما يأخذ من البدن مكاناً واسعاً فهو أيضاً من جملة الجرب الرطب وما هو أنشز وأشخص وأحد رأساً من جميع البثور فهو أحد خلطاً وما هو أعرض وأشد إطمئناناً فخلطه أقل حدة.
وأسباب تولد مادة الجرب هي أسباب تولد مادة الحكة لكنها أقوى وتقْارب أسباب تولد النملة والسعفة والحزاز والقوباء وتقاربها في العلاج ويفارق الجرب الحكة بأنَ الحكة لا تكون معها في الأكثر بثور كما تكون في الجرب لأنها عن مادة أرق وأقل تميل إلى الملوحة وفيها سكون واستقرار حبسها في الجلد بعد دفع الطبيعة إياها انسداد المسام وقلة التنظيف واحتبست لضعف الدافعة مثل ما يعرض للمشايخ وفي آخر الأمر خصوصاً إذا كانت المادة كثيرة أو غليظة أو الأغذية رديئة يتولد منها كيموس رديء حريف مثل المالح والحريف ونحوهما أو لسوء هضم يعين معه الغذاء.
والحكة قد تخلو عن قشور نخالية ولا تأخذ من العمق شيئاً.
والحكة الشيخوخية قليلة الإذعان للعلاج وإنما تدبر وتدارى.
واعلم أن الجرب المتقشر والقوابي تكثر في الخريف.
وبالجملة فان مادة الحكة تجتمع بين الجلدين فإن كان في البدن منها شيء فهو جَرَب يابس الحلاوات مولدات للحكة والبثور وإنما يجرب ما بين الأصابع كثر لأنها أضعف والجرب العظيم الفاحش يخلف جراحة وينتقل إلى القوابي والسعفة والأدهان تضرهم والسكنجبين ينفعهم إن لم يخف السحج.
فصل في العلاج:
أما علاج الجرب فأوله وأفضله والذي كثيراً ما يكتقى به هو الاستفراغ بما يخرج الخلط الحاد المحترق والبلغم المالح ثم إصلاح الغذاء والتدبير المرطب على ما علمت في أخوات هذا الباب واستعمال الأشياء المائية التفهة التي يؤمن سرعة تفعنها مثل: البطيخ الهندي والهندباء والخس ونحوها من خارج أيضأ ويترك الجماع أصلاً فإن الجماع يحرك المواد إلى خارج ويثير بخاراً حاراً عفناً يأتي ناحية سطح الجلد فيعفن من هناك ولذلك ينتن أيضاً رائحة البدن ولذلك أمر بالتدلك في غسل الجنابة ومن الاستفراغات الجيدة لأصناف مواد الجرب طبيخ الأفتيمون بالهليلج الأصفر والشاهترج والسنا والبسفايج والأفسنتين.
وقد يجعل فيه الورد وبزر الهندبا ونحوه وقد يجعل فيه الماميران بخاصية فيه وقد يجعل فيه السقمونيا وأيضاً فإن حب الصبر والسقمونيا جيد بالغ.
طبيخ جيد: يؤخذ من الهليلج الأصفر والزبيب من كل واحد عشرون درهماً يطبخ بثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى الثلث ويصفى ويؤخذ من جملة مائه ثلثا رطل ويمرص فيه من الخيار شنبر عشرة فإذا مرس فيه صفي أيضاً وجعل فيه درهم غاريقون.
حب جيد: وهو حب الشاهترج يوخذ من الهليلج الأصفر والكابلي والأسود من كل واحد خمسة دراهم ومن الصبر السقطري سبعة دراهم ومن السقمونيا خمسة دراهم لا يزال يعجن بماء الشاهتزج ويترك حتى يجف ويسقى مرة يعد أخرى ويترك حتى يجف يعمل ذلك ثلاث مرات كل مرة مثل الحسو ثم يترك حتى يتقوم ويحبب.
دواء قوي جيد للمرمن: يؤخذ من الهليلج الأصفر ومن البليلج ومن الأملج وعن البرنج الكابلي المقشر من كل واحد درهم ومن التِربَد درهمان يعجن بفانيد ويقرص والشربة منه للإسهال التام من عشرة إلى خمسة عشر درهماً إلى عشرين بماء حار وربما جعل فيه السقمونيا عند شربه وربما خلص من الجرب الرديء المرمن أن يدام شرب الصبر لكن يواتر ثلاثة أيام كل يوم مثقالاً ثم يغب بعده يوماً ويوماً لا ثلاثة أيام يجري على الاغباب أو يترك أياماً ثلاثة ويعاود المواترة أو يقرح قرحة على ما ترى بحسب المشاهدة ويعالج السحج إن حصل بحقنه فإن ذلك نافع مستأصل للجرب والجيد أن يشربه منقوعاً في ماء الهندبا ومعه قليل ماء الرازيانج إن لم يكن عن ماء الرازيانج مانع وقدر ما يكون فيه من الصبر من درهم إلى مثقال وإذا لم يحتمل المداومة ترك.
والنقوعات الإجاصية نافعة أيضاً أو يؤخذ رب الهليلج الأصفر المتخذ عن تجفيف مائة المطبوخ هو فيه تجفيفاً في الشمس ويؤخذ منه للرطب من خمسة دراهم إلى عشرة بالسكر وهذا للصفراوي وللرطب ويمكن أن يتخذ مثل ذلك من جميع المسهلات الحبية ويخلط بعضها ببعض وقد يركب بعضها ببعض ويتخذ منه ربوب وحبوب وماء الجبن بالأفتيمون جيد إذا استعمل كل يوم على ما ذكر في غير هذا الباب آنفاً وبالهليلج وعصير الشاهترج أياماً متوالية غاية ومما يجري مجرى المنقيات بالرفق أن يتخذ حب الصبر بالسقمونيا والزعفران ويتخذ منه كل شربة خمس حمصات والنسخة: يؤخذ هليلج أصفر صبر أسقوطري من كل واحد درهم كثيراء وورد من كل واحد درهم زعفران ثلث درهم وأيضاً يؤخذ من الدواء الذي يقع فيه البرنج وقد ذكرناه يوماً أو يومين من درهمين إلى ثلاثة دراهم وقال قوم أنه إذا كثرت الاستفراغات ولم تجد منجعاً فالأولى أو تخفف وتقتصر على ساقي صاحب العلة كل يوم بكرة وعشية سويق الحنطة بالسكر والماء الكثير.
قالوا ومما ينفع صاحب الجرب اليابس والحكة القشفية أن يشرب ثلاثة أيام كل يوم من الشيرج مائة وثلاثين درهماً مع نصفه من السكنجبين ونحوه ومن الناس من يخلط به ماء العناب وقد جربنا هذا فكان علاجاً بالغاً إلا أنه مضعف للمعدة.
ومن المركبات المناسبة لهذه الأدوية خبث الفضة ومرداسنج ومقل وعروق تعجن بخل ودهن ورد ويطلى وهذا للقوي أيضاً.
وأخف منه نسخة جيدة: يؤخذ طين أرمني وكافور وزعفران من كل واحد نصف درهم بخل وماء العنصل ودهن الورد عام للخفيف.
ولما هو أقوى قليلاً بزر الرازيانج يسحق بالخل ودهن الورد ويستعمل في الحمام وأيضاً يؤخذ ماء الرماد الحامض ودهن الورد وبورق وأجود ماء الرمان ما فيه قوة شحمه وكذلك دقيق العدس ومَغْرَة وخل يخلط ويوضع في الشمس حتى يحمى ثم يطلى.
وأما المعاجين التي تحتاج أن تستعملها فهي مثل المعاجين التي تحتاج إلى أن يشربها أصحاب القوباء والسعفة والبهق أعني ما لان من ذلك مثل الإطريفل الصغير بالقشمش وأيضاً مثل هذا المعجون يؤخذ من السنا والشاهترّج من كل واحد درهمان ومن الهليلج الأصفر وزن أربعة دراهم ومن القشمش المعسل ضعف الجميع.
وأما الأدوية الموضعية للجرب فهي جميع ما فيه جلاء وربما كفى ما كان جلاؤه مع تقوية للجلد وإصلاح مراج مثل ماء الملوكية والحماضية والسلق والرمان ومثل نخالة السميد ودقيق العدس المقشر.
وأيضاً: الأقاقيا بالخل وحب البطيخ وجوف البطيخ كما هو ونشاستج العصفر وعصارة الكرفس وطبيخ الحلبة وماء قشور الموز وربما احتيج إلى ما فيه تحليل قوي مثل شحم الحنظل وعلك الأنباط بماء النعناع والريتيانج بالخل والزاج المشوي وخصوصاً الأصفر بالخل ودهن الورد وكذلك القلقند وأخواته والدفلى قوي جداً.
وربما كفى خلّه الذي نقع فيه ثم طبخ مع شيرج وقد يخلط بالحادّة مثل دهن الورد ليمنع الإفراط ومثل قشور الرمان لمثل ذلك.
ومما جرب: بزر الجرجير يؤخذ دهنه ويحك الجرب ويتمرخ به في الشِمس الحارة أو بقرب دواءجيد: يؤخذ مرداسنج وزاج الحبر بالسوية فيسحق بخلّ خمر ويجعل في كوز خزف ويدفن في النداوة شهراً ويستعمل بعد ذلك طلاء فهو بالغ مع قلة لذع.
والكندس والزئبق المقتول وخبث الحديد والزراوند والكبريت والقنبيل والدفلى والنحاس المحرق والمغاث والنوشادر والعدس والمرّ وبزر الحرمل والأشقّ والزنجار وأشنان القصّارين وزبل الكلب والأزبال المذكورة في أبواب أخرى وقثّاء الحمار.
وأبضاً: قشور حطب الكرم المحرقة تنثر على موضع الجرب ممسوحاً بالزبد ويشد بعد ذلك يجدد إلى أن يبطل وقد تنقع القردمانا بالخل وعلك الأنباط به.
ومن المركبات الجيدة أن يؤخذ من الزئبق المقتول ومن ورق الدفلى ومن إقليميا الفضة ومن المرداسنج طلاء بالخل ودهن الورد ينام عليه ليلاً ويغسل البدن من الغد في الحمام بخلّ وأشنان أخضر بماء حار أولاً ثم بماء بارد ثم يمرّخ بالدهن.
دواء سهل: يؤخذ مرداسنج وزاج أصفر بالسوية يسحق بالخل أسبوعاً في الشمس ويطلى به عند الحاجة.
وأيضاً: زئبق مقتول وميعة سائلة وبزر البنفسج والقسط أجزاء سواء وأيضاً كندس جزء غرة ثلاثة أجزاء يطلى بخل.
وإذا استعملت القوية المحللة أو اليابسة المقشفة فاتبعها بالأدهان المغرية مثل دهن السعد والخلاف والنيلوفر رالبنفسج ونحوه وخصوصاً في اليابس والقليل الرطوبة وليستعمل في الرطب ما هو أشد تجفيفاَ وفي اليابس ما هو أقل تجفيفاً وما يقع فيه الزئبق المقتول فبعده ما قدرت عليه من نواحي المعدة والأعضاء الكريمة.
وأما علاج الحكة اليابسة بعد الاستفراغ إن احتيج إليه فبما تعلم وبمثل سقي رائب البقر الحامض مثل الإستحمام بالماء الفاتر واستعمال المروّخات الدهنية من الأدهان الباردة وخصوصاً إذا جعل فيها عصارة الكرفس.
وعلاج الجرب اليابس والحكة اليابسة متقاربان.
ومن الأدوية اللينة في ذلك الخشخاش المسحوق بالخل وأيضاً ورق السوسن.
وأيضاً: الصبر بماء الهندبا والنشا أيضاً مما يقع في أدويته وماء الكرفس بالخل وماء الورد جيد.
ومن الأدوية القوية قيروطي فيه أفيون يمسح به البدن فيسكن الحكة ومن الأدوية القوية أن تركّب من الأدوية الأولى تركيباً ويجعل فيه النوشادر ويطلى بالخل وخصوصاً على الخصي.
وأيضاً: الشبّ المقلو والقطران وهذا أيضاً ينفع الحكاك المستبطن في الفرجين على خرقة والمشايخ ينتفعون في علاج الحكة التي تعرض لهم أن يطلوا بدري الشراب مع شيء من الشبّ الرطب.
وأما الاستحمامات للحكة والجرب فبمثل ماء البحر مسخناً أو بحاله أو طبيخ قثاء الحمار.
وأما الغذاء لأصحاب الجرب والحكة فما يرطب ويولّد دماً محموداً من الأغذية المائلة إلى البرودة والرطوبة واللحوم المعتدلة.
وأصحاب الحكة القشفية لا بد لهم من استعمال الأدهان اللينة في المتناولات مثل دهن اللوز والشيرج ونحوه واعلم أن حجامة الساقين تنفع من الجرب الفاحش.